زج الدين في السياسة يفسد الدين والمجتمع

Post

زج الدين في السياسة يفسد الدين والمجتمع

بقلم : كايد سلامة

اينما يحل السياسيين توجد المراوغة والنفاق، معادلة بديهية ليست جديدة على البشر، منذ ان عرفت ظواهر الدولة قبل آلاف السنين شكل السياسيين خطر على البشرية، لكن الخطر الخفي هو زهد بعض "اهل" الدين في الدين، وانشغالهم بالسياسة باسم الدين

هؤلاء ليسوا الا ادوات يحركها السياسيين ليتلاعبوا بعواطف الشعوب، كون غالبية العامة لا تفرق بين رجل الدين والدين، بنظرهم رجال الدين موضع ثقة من الصعب الشك بهم، كلامهم المعسول الروحاني والنغمة المنخفضة يأسر من يسمعهم، اما مسلكهم في الحياة اليومية لا يمت للدين بشيء، واقعنا مليء بالأمثلة، اينما يتدخل "رجال الدين" باسم الدين في السياسة يحل الفساد، كونهم مجرد مطية وشركاء السياسيين في استغلال وركوب الضعفاء

 هذا المزيج السام بين السياسيين و بعض رجال الدين اهدر ثروات أمم كثيرة وازهق أرواح الملايين، اقبح صور "التعاون" حين يساند ويفتي رجل الدين للحاكم ولنفسه بإباحة المحظورات، لينعم هو بالبذخ والملذات تحت عباءة الدين والحاكم يتملك رقاب العباد، صور رجال الدين برفقة الاغنياء وصناع القرار ما هي الا ورقة التين، تعود بالضرر على الدين وأهله والمجتمع، لا شك ان الخطر الأكبر على الإنسانية يكمن في رجال الدين المنافقين الذين في بلاط السلاطين

 رجال الدين لا يؤثرون على السياسيين الا نادرا، دخلوهم في السياسة إضافة الى ما ذكرت ليسهل لهم الطريق الى مآربهم المحرمة، هنا الدين يكون افيون الشعوب.

زيارة رجال السياسة بيوت المرجعيات الدينية امر طبيعي من جهة السياسيين، عادة ما تستدعي الظروف الى ذلك، او احيانا لدواعي اجتماعية، اما تردد رجال الدين الى مكاتب السياسيين والتودد لهم هذا انتقاص منهم والغاية منها اطماع شخصية، الطريق الى الله ابعد ما تكون عن طريق السياسة والسياسيين، سمو الأديان يحتم على من يجلها ان يفصلها عن دنو السياسيين، هي سماوية ربانية.

الانظمة المتنورة القوية لا تقبل بهذه الالاعيب الرخيصة، لا زج الدين بالسياسة ولا العكس، القصد بالدين ليس دين محدد انما جميع الأديان والملل قاطبة، الذين طالبوا في السابق في فصل الدين عن السياسة مطلبهم لم يكن فلسفي انما عن تجربة دموية مريرة راح ضحيتها الملايين من الناس واحتلال شعوب وتسخير ممتلكات بلادهم وثرواتهم، الفتوحات الصليبية، والإسلامية، والاستعمار خير مثال.

كتب الاديب عميد الادب العربي طه حسين: "الدين الإسلامي يجب أن يعلم فقط كجزء من التاريخ القومي لا كدين إلهي منزل بين الشرائع للبشر، فالقوانين الدينية لم تعد تصلح في الحضارة الحديثة كأساس للأخلاق والأحكام، ولذلك لا يجوز أن يبقى الإسلام في صميم الحياة السياسية أو أن يتخذ كمنطلق لتجديد الامه فالأمه تتجدد بمعزل عن الدين"

هذه الكلمات قاعدة للمجتمعات التي تطمح ان تتقدم بغض النظر عن دينها، يهودي كان ام مسيحي او أي مذهب آخر، رغم التناقض بين العالمين الأنظمة الديمقراطية لا تمنع أي شخص من لعب دور سياسي حتى إذا كان متدين، لكن من خلال انتمائه لأحزاب مدنية، هو يمثلها لا يمثل الدين، يمكن ان يكون رجل دين بارع في لاقتصاد او التجارة او متعلم موضوع في شؤون الدولة يمكن ان يلعب دور من باب مهنته وليس من باب الدين.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: hona.info@gmail.com

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

0 تعليقات

انضم إلى المحادثة