أسئلة "الكرامة" في الدالية والإجابات في السويداء!

Post

أسئلة "الكرامة" في الدالية والإجابات في السويداء!

بقلم. مرزوق الحلبي

هل يُمكن أن تعيش الكرامة مع الخوف والترهيب؟ هل يمكن لكرامة العائلة ـ أي عائلة ـ أن تصمد في ظروف ضرب العائلة بالبلد، والجار بجاره والأخ بأخيه؟ هل لمفهوم الكرامة أن يعيش في أجواء التحريض والابتزاز والتهديد والزعرنات؟ ما معنى "الكرامة" التي يطالعنا بها أخوة وأخوات؟ كرامَة مَن بالتحديد؟ هل تعيش أي كرامة مع نهج الانتقام وملاحقة الرافضين لهذا النهج؟

ومن هذه الأسئلة العامة إلى الأسئلة الخاصة.

هل تعيش كرامة العيلة مع سحب أراضيها منها بحجّة التخطيط وهناك بدائل تخطيطيّة على عدد شعرات رؤوسنا؟ هل تظلّ الكرامة كرامة وجزء من أصحاب الأراضي المنهوبة لصالح الـ"تحماش" رهينة عند الرئيس إلى ما بعد الانتخابات؟ هل يمكن أن تتوفّر الكرامة لأحد زمنيًا كان أو متديّنًا في حال سلمت أرضه وانتقل الضرر بجرّة قلم إلى أرض جاره من عائلة أخرى؟ 

هل تقوم الكرامة لأحد بينما ألف أسرة في الدالية تضرّرت من الخارطة الهيكلية وبعضها خسر مئات آلاف من ماله ـ غرامات كمينتس؟ هل تعني الكرامة أي شيء لعائلات اشترت بدم قلبها دونما كي تعمّر دارا لابنها ثم خسرته لأن الرئيس رأى أن يمنحها لشركة الكهرباء بقصد قاصد؟ 

هل يظلّ في الدالية كرامة تُذكر ومئات البيوت مُحنت بصفقات الـ "إيحود وحلوكاة"؟ عن أي كرامة تتحدثون و ـ 65% من بيوت الدالية غير موصولة بشبكة المجاري؟ أي كرامة في بلد حوالي 2300 بيت فيها غير مربوط بالكهرباء بشكل قانونيّ؟ هل يبقى من الكرامة ذرّة واحدة مع رئيس مُصاب بعُقدة الخواجا ويسعى لإرضائه وندفع الثمن نحن وأنتم؟ ماذا يبقى من الكرامة والرئيس حوّل الدالية والعائلة والمجلس والمنصب إلى كذبة كبيرة لم يعد يستطيع هو ولا غيره حملها؟ 

هل دوّارات الورد وحائط الغرافيتي الصارخ يستطيع أن يعوّض أحدًا عن أرضه المسلوبة وعن محنة الخريطة التي فرضها الرئيس على البلد بأسرها ـ وعلى العائلة مثل سواها؟ هل تتوفّر الكرامة لعائلة أو لفرد وبلده محكومة بسياسات رئيس فاشل؟ هل تتأتّى الكرامة من سياسات رئيس عالق في الشبكات ومتابعة المعارضين منذ تسلّم المنصب؟!.

هذه ليست أسئلة سياسيّة فحسب بل هي أسئلة الضمير والعقل والمنطق. وهي مطروحة على كل مواطن ومواطنة في الدالية خاصة على الذين يتحدثون عن الكرامة!. 

أعرف جيّدًا أن الإجابات عليها ليست سهلة وأعي أنها تُخربط ـ وهذا طبيعيّ. لكن لا يُمكن الهروب من إلحاحها ووقع كلماتها لا إلى ديوان العائلة ـ التي لا تملك الإجابة ـ ولا إلى الحياد ـ الذي يعني إدارة الظهر لضحايا هذا الخراب والتنصّل من المسؤولية الاجتماعيّة ومن نداء الضمير.

لا كرامة لأحد أو لعائلة كبيرة كانت أو صغيرة إذا تحوّلت العائلة إلى ثقب أسود يبتلع أبناءها وبناتها.

في صندوق الاقتراع فرصة لصوت الضمير والحكمة. ينبغي أن ينتهي عقد من البؤس والخراب.

في الصندوق يحقّ للناس أن تُحاسب المسؤول عن "الكذبة" وعن عشر سنوات ضائعة. فحاسبوا!.

الكرامة ستتوفّر لنا جميعًا إذا تعلّمنا من الذين أورثونا العنفوان لا مِن الذي جلب علينا الثرثرة و"قلوب الحبّ" الزائفة. الكرامة مقرونة بالحريّة في الرأي والقرار والإرادة لا في زجّ العائلة في حرب مع البلد ـ يا قاتل يا مقتول. 

وعلى هذا نكتفي بكلمة واحدة: "عيب"!

أنظروا إلى أهلنا ومشايخنا في ساحة الكرامة في السويداء ستحصلون على الإجابات الواضحة.

هناك تعيش الكرامة بشرف في "ساحة الكرامة" المحرّرة من الخوف والترهيب والانتقام.

**بطلب من الكاتب: لن ننشر تعليقات وتعقيبات على هذا المقال***

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى: hona.info@gmail.com

موقع هنا الموقع الرائد بموضعيته ومصداقيته يدعوك للانضمام إليه عن طريق الواتس أب عبر الرابط المرفق : انضموا الينا

0 تعليقات

انضم إلى المحادثة